آخـــر المشاركـــات

سورية الجنة المفقودة

 
كتب صديقي وائل الخالدي  على حسابه في فيس بوك قائلا :
كانت لهذه الحادثة الأثر الكبير في حياتي لدرجة أني أذكرها وأشعر بها كل يوم،
في عام ٢٠٠٢ مررت بأزمة نفسية احتجت حينها للبقاء وحدي،
فتركت أهلي وأصدقائي وغادرت #دمشق إلى مدينة #حلب،
لعلي أجلس لوحدي وأتفكر بواقعي ومستقبلي،
وصلت الى سوق المدينة والقلعة، وكان يوماً شتويا مشمساً و رائعاً،خاصةً مع كاسة الشاي الكبيرة التي ما زلت أذكر تفاصيلها،
وأشعر بطعمها، فوق بقعة الحشيش الأخضر الصغيرة جانب باب القلعة،
عندما بدأ الليل كان لا بد من إيجاد مكان للنوم،وعند صلاة العشاء،
في مسجد الشيخ عبد القادر الجيلاني" زاوية الشيخ عبد القادر عيسى" كما أذكر،
بجانب سوق المدينة،سألت المؤذن عن الفندق القريب،فأصر علي أن أنام في المسجد كوني "ضيف" والمسجد كان يحتوي غرفاً لاعتكاف المريدين،ولم يسمح لي بشراء طعامٍ ولا شراب،وبعد يومين وبعد كثيرٍ من الترجي،
سمح لي بالسفر،وكانت الوجهة مدينة #حماة التي كنتُ أحلم برؤية نواعيرها للمرة الأولى في حياتي،
كنت قد سألت شاب حموي، بنفس المسجد في حلب عن أفضل مكان أنام فيه، كشاب "اقتصادي" في مدينة #حماة,فأعطاني العنوان 
وقال لي بعد نزولك من الباص اطلب من التاكسي أن يأخذك للعنوان المكتوب، وبعدها اسأل عن "فندق الشيخ جميل"،
وبالفعل وصلت للمكان ونزلت من التاكسي أمام منزل منفرد وطرقت الباب وخرج لي شاب لم يبلغ العشرين من عمره،واستقبلني بحرارة، وقال لي: نوّرت فندق الشيخ جميل،وأدخلني الى المنزل وأعطاني غرفته وسريره،وطبعاً أنا بقمة الدهشة،فهذا منزل وليس فندق، وأتاني بعشاء فاخر،ما زلت أداري خجلي كلما تذكرت ذلك الكرم على تلك الطاولة،وعرفت حينها أن ذلك الشاب الحموي في حلب أعطاني عنوان منزل أهله في #حماة،وأن هذا الشاب الذي في الاستقبال كان أخوه بالفعل،وعدتُ إلى منزلي بعد رحلة اسبوع لم أتكلف بها إلا تذاكر الباصات،وثمن الحلاوة الحمصية على الطريق إلى دمشق،وثمن كاسة الشاي الكبيرة تلك،
هذه سورية المفقودة، التي أشتاق إليها كل يوم.
ملاحظة "القصة حقيقية كما هي،لم أتصرف بها أبداً".

ليست هناك تعليقات