آخـــر المشاركـــات

كذبوا علينا وقالوا .. بلاد العرب أوطاني .. !


الحكومة اللبنانية تمنع المدارس الخاصة من تدريس السوريين






كذبة القرن الماضي كذبوا علينا وقالوا .. بلاد العرب أوطاني .. !

تستوقفني كلمات  فخري البارودي بلاد العرب أوطاني؟ من الشام لبغدان؟ ومن نجد إلى يمن؟ إلى مصر فتطوان؟ "فـلا حـدٌّ يباعدُنا ولا ديـنٌ يفـرّقنا، لسان الضَاد يجمعنا، بغسان وعدنان”.

كم تثير هذه الأبيات الشعرية مشاعر فياضة لا محدودة في نفسي، ما بين العز والبهجة بالتغني بالوطنيّة القومية العربيّة والألم والحسرة في آن واحد على ما آلت إليه أحوالنا نحن السوريون في البلدان العربية كم هو مؤلم بأن نشهد كل هذه الانتهاكات الصارخة لكل القوانين الدولية والمبادئ الإنسانية بحقنا....!!
فقط لأننا دعسنا على الخط الأحمر وأردنا العيش بحرية وكرامة

أحب شعراء الزمن القريب أن يتغنوا بالأوطان والعروبة والنخوة والكرامة والشجاعة والبسالة فتجدهم متحمسين في الإلقاء والكلمات، حتى تشعر لوهلة عند سماعك لكلمات قصائدهم خاصة قصيدة "بلاد العرب أوطاني" أنك تريد أن تركض وتغدو في أرض الله الواسعة دون حدود ولا جوازات سفر ولا حتى مال، لثقتك أنك محاط بإخوان وأحبة في كل مكان حولك سوف يساندونك ويساعدونك وينصرونك إن أنت احتجت إليهم
لكن ماذا لو سمع أولادنا وأحفادنا هذه الكلمات في أيامنا القادمة ؟
أتوقع أن يعتقدوا أنها كانت مجرد مزحة من مزحات الجيل القديم

وخاصة بعد الحرب التي شنّها النظام المجرم جعلت ملايين العوائل السورية تهرب بأبنائها خارج البلد؛ حيث سلك السوريون طرقًا إلى أماكن أخرى بديلة ريثما يُشقّ طريق الحرية ويصبح ممهّدًا يمكن السير فوقه بأمان؛ أرواحٌ ودماءٌ كثيرة أُريقت فوق هذا الطريق، وكانت دماء الأطفال جزءًا من تلك المسيرة، كانت الغاية الأولى لفرار تلك العوائل أن ينجوَ أطفالهم من المجازر التي يدركون كلّ الإدراك أنّها لن تُبقي أو تذر استنادًا منهم إلى تجارب سابقة، وفي سبيل ذلك انتقلوا مع أطفالهم إلى بلدان جديدة، ليواجهوا أشكالًا أخرى من الموت تتربّص بهم أينما ذهبوا؛ تبدأ بتلاشي روح الطفولة وخفوتها لدى أبنائهم، وتنتهي بموت أحلامهم الصغيرة على قارعة الغربة التي اجتثت لدى كثيرٍ منهم شغفهم بالحياة والأمل بمستقبلٍ أفضل 

فيدفعني السؤال دائما هل يمكن أن يكون كل ما تعلمناه في الصغر عن تاريخنا وكرمنا وشهامتنا وبطولاتنا وانتصاراتنا ومكارم أخلاقنا.. هل يمكن أن يكون تهويلا ومبالغا فيه، إذا أحسنا الظن،أو كذبا وتزييفا وخداعا إذا أسأنا الظن؟
 هل يمكن أن يكون كذبة من كثر ما رددناها، صدقناها ؟
كلمات ما عادت مجرد كلمات بل كلمات تستطيع أن تكتب بجانبها ألف مثال من الأحداث المحيطة بنا.. 
اعذرني فخري البارودي .. لا الدار داري ولا بلاد العرب أوطاني..
 فبلاد العرب ليست أوطاني، فقد كتمت أنفاسي، وقضت على مستقبلي وأحلامي، وجردتني من أبسط حقوقي وطموحاتي.. ولم تشفع لي عندها بأن بلاد العرب أوطانك.. أقصد يا أخي… أوطاني!

ليست هناك تعليقات