كذبوا علينا وقالوا .. بلاد العرب أوطاني .. !
كذبة القرن الماضي كذبوا علينا وقالوا .. بلاد العرب أوطاني .. !
تستوقفني كلمات فخري البارودي بلاد العرب أوطاني؟ من الشام لبغدان؟ ومن نجد إلى يمن؟ إلى مصر فتطوان؟ "فـلا حـدٌّ يباعدُنا ولا ديـنٌ يفـرّقنا، لسان الضَاد يجمعنا، بغسان وعدنان”.
كم تثير هذه الأبيات الشعرية مشاعر فياضة لا محدودة في نفسي، ما بين العز والبهجة بالتغني بالوطنيّة القومية العربيّة والألم والحسرة في آن واحد على ما آلت إليه أحوالنا نحن السوريون في البلدان العربية كم هو مؤلم بأن نشهد كل هذه الانتهاكات الصارخة لكل القوانين الدولية والمبادئ الإنسانية بحقنا....!!
فقط لأننا دعسنا على الخط الأحمر وأردنا العيش بحرية وكرامة
أحب شعراء الزمن القريب أن يتغنوا بالأوطان والعروبة والنخوة والكرامة والشجاعة والبسالة فتجدهم متحمسين في الإلقاء والكلمات، حتى تشعر لوهلة عند سماعك لكلمات قصائدهم خاصة قصيدة "بلاد العرب أوطاني" أنك تريد أن تركض وتغدو في أرض الله الواسعة دون حدود ولا جوازات سفر ولا حتى مال، لثقتك أنك محاط بإخوان وأحبة في كل مكان حولك سوف يساندونك ويساعدونك وينصرونك إن أنت احتجت إليهم
لكن ماذا لو سمع أولادنا وأحفادنا هذه الكلمات في أيامنا القادمة ؟
أتوقع أن يعتقدوا أنها كانت مجرد مزحة من مزحات الجيل القديم
فيدفعني السؤال دائما هل يمكن أن يكون كل ما تعلمناه في الصغر عن تاريخنا وكرمنا وشهامتنا وبطولاتنا وانتصاراتنا ومكارم أخلاقنا.. هل يمكن أن يكون تهويلا ومبالغا فيه، إذا أحسنا الظن،أو كذبا وتزييفا وخداعا إذا أسأنا الظن؟
كلمات ما عادت مجرد كلمات بل كلمات تستطيع أن تكتب بجانبها ألف مثال من الأحداث المحيطة بنا..
فبلاد العرب ليست أوطاني، فقد كتمت أنفاسي، وقضت على مستقبلي وأحلامي، وجردتني من أبسط حقوقي وطموحاتي.. ولم تشفع لي عندها بأن بلاد العرب أوطانك.. أقصد يا أخي… أوطاني!
ليست هناك تعليقات