آخـــر المشاركـــات

الصفات المطلوبة للخطاب السياسي للثورة السورية



1) الشعبوية :

فيجب أن يلتصق الخطاب السياسي الثوري بهموم الناس ومحنتهم واحتياجاتهم وتطلعاتهم عبر خطاب يثمن تضحيات الشعب ويفتخر ببطولاته ويواسي جراحاته ويحثهم على الصبر والصمود , في خطاب الثورات يجب مراعاة أن الشعب هو المستمع الأول والمعني الأول ويجب أن تكون الحلول منسجمة مع تطلعات الشعب وكلما كان الخطاب قريبا من نبض الشارع كان أقرب للمصداقية , فبعد أن رأى الشعب



ما رآه من الجلاد أصبح يرتاح إلى مفردات تمثله كالتحرير والكرامة والحرية ومحاكمة النظام وبناء المستقبل ووحدة الوطن , في حين يكره مفردات التقسيم والخروج الآمن للنظام والحوار معه , والتسويات السياسية , والحلول السلمية , يميل الشعب الى 
الخطاب المتفائل الطموح الغاضب المطمئن المتعهد بالوفاء لأهدافه ودمائه . 


2)الشفافية والوضوح 

 بما أن الخطاب السياسي ثوري والثورة للشعب فيجب أن يكون الخطاب واضحا شفافا يجيب عن كافة التساؤلات ويطرح حلولا للمشكلات ويحدد الأهداف ويبرز العدو الحقيقي للشعب السوري , ويقدم كشف حساب دوري في القضايا المادية والسياسية والعسكرية بصراحة ووضوح ولا ينبغي للخطاب السياسي الثوري أن يعمل تحت الطاولة و في الغرف المظلمة , وكل ذلك بلغة سهلة ومحددة . 



3)الحزم والغضب : 

إن الخطاب السياسي الحازم والغاضب هو الأكثر انسجاما مع الملحمة الحاصلة في سوريا , في سوريا اليوم زلازل وبراكين ومذابح ومحارق فيها تدمير وتهجير واغتصاب فيها جريمة نكراء وحرب هوجاء , ولا يعقل مقابلة ما يحصل إلا بلغة الغضب الملتهب غضب العقول والقلوب والضمائر , لكن الخطاب السياسي للأسف كان باهتا يلتزم الدبلوماسية المائعة واللياقة الوداعة التي تتجنب تسمية الأمور بأسمائها , وتتحاشى ذكر الأعداء مهما تكن شراسة عدوانهم مخافة جرح شعورهم ولقد كان الخطاب في أحسن الأحوال توصيفيا مكررا ومملا .

4)الوسطية والاعتدال :

والمؤكد أن الخطاب المعتدل المتوازن هو الكفيل بتوحيد القوى ورص الصفوف ويجعل المسافة قريبة بين المتطرفين , كما أن الخطاب المعتدل هو القابل للتسويق دوليا والمسموع عالميا وقابل لكسب التعاطف شعبيا , اما التطرف فهو مرفوض وضار لنا بالدرجة الاولى .

5)المرونة الانفتاح : 


إن الثورة السورية كشفت عن مشهد جديد يختلف جذريا عن المشهد التقليدي فبينا كانت القضية لفلسطينية هي القضية المحورية وهي التي تفرض مناظيرها ومعاييرها , تكشفت قضية تفوق الأولى


أهمية سوريا وعربيا وإسلاميا , قضية تفرض مناظير ومعايير جديدة وتحتم إنتاج خطاب سياسي مرن منفتح على خيارات جديدة يتلاءم مع المتغيرات وأبرز هذه المتغيرات ظهور إيران كعدو لا مثيل له في التاريخ عدو تجاوز اسرائيل بأشواط كبيرة وانكشاف مسرحية الممانعة والمقاومة , وعلى الخطاب الثوري أن يتعامل مع المحور الايراني بوصفه محتلا للبلاد وبوصفه إرهابيا لا يمكن التعامل والتعاطي معه إلا بلغة خشنة صحراوية وبالمقابل لا يمكن أن نعامل الأصدقاء بنبرة معادية بل يتحتم اليوم علينا أن ننفتح على عالم جديد بعد أن جربنا لعقود طويلة ظلم روسيا وظلامية ايران 

ليست هناك تعليقات