آخـــر المشاركـــات

أبجديات السياسة الراشدة




كثيرا ما سمعنا المعارضة السورية تبرر ضعف أدائها السياسي بحالة التصحر الفكري والسياسي السائدة في عهد حكم الأسدين وهذا عذر العاجزين لأن هناك حدا أدنى من ممارسة السياسة لم يفعلوه وهذا الحد يتمثل في هذه النقاط:
■ الترحيب بأي دعم مهما قلت قيمته, والتنديد بكل عدوان مهما كان نوعه ومصدره.
■ مخاشنة محور الأعداء سياسياً.. في مقابل التعاطي بلغة ليّنة هادئة مع محور الأصدقاء المفترض.
■ العمل على تضييق جبهة الأعداء إلى حدها الأدنى.. مع الحرص على كسب الأصدقاء والحلفاء بكل السبل المتاحة.
■ حين يصر محور الأعداء على عدوانه ويوغل في إجرامه فلا بد من إعلان أطرافه ككيانات معادية وقطع كافة اشكال العلاقات معهم.. وتعزيز العلاقة مع المحور الصديق حتى وهو متخاذل.
■ علينا أن نعلم أن لكل دعم- في السياسة- ثمناً محسوباً، وأن الأثمان متفاوتة وأن نقارن الأثمان ثم نختار أقلها كلفة على شعبنا.
إن من شأن هكذا سياسة أن تشجع الداعمين على مزيد من الدعم، وأن تقلل من خطر المعادين، وأن تعزل العدو دولياً فينزف مزيدا من أصدقائه، ويدفع الثمن السياسي لمواقفه، ولا يجد فرصا سهلة لتمرير عدوانه، ويضيق هامش المناورة عليه، كما أن هذه السياسة كفيلة بتعزيز حالة الاستقطاب السياسي، بين أصدقاء الشعب السوري المفترضين وأعدائه المتربصين.. وقد يستثقل البعض هذا الطرح، لكن البديل أثقل.. فمن كان ضعيفاً فخياراته بين السّييء والأسوأ، ومن كان قوياً فخياراته بين الحسن والأحسن.

ليست هناك تعليقات