مسرحية هزيلة أم بداية لتغييرات جذرية

لم تعد روسيا تستخدمُ مع نظام ِأسد لغة َالدبلوماسية والحوار ِالناعم.. وإنما باتت تلجأ للغةٍ أكثرَ حدة ٍوشدة معه، لتقويمِ سيرِ النظام المتهالكِ العاجز عن تحقيق الأهدافِ الروسية، وإن كانت هذه اللغة ُلم تصل بعد لمرحلةِ التهديد والوعيد، إلا أنها تحملُ معانيَ كبيرة ًومؤشراً لتغيرٍ في المزاج الروسي، تلقفته الولاياتُ المتحدة ورحبت به عبرَ المبعوثِ الخاص فيها لسوريا جيمس جيفري

التحولُ الروسي أو بالأحرى الهجومُ الإعلامي التي تقودُه موسكو من وراءِ الكواليس وترسل ُعبرَه رسائلَ لبشار الأسد بدأت تصلً لرأسِ الحكم في روسيا فلاديمير بوتين التي نقلت وسائلُ إعلام ٍعالمية عن عدم رضاه وتملمُلهِ ونفادِ صبرهِ من الأسد الذي بات يشكلُ عبئاً عليه مع جمودِه وعدم إبدائه المرونة َبإصلاحاتٍ ولو ظاهرية تشفعُ لروسيا وتلمعُ صورتها أمام المجتمع ِالدولي

البعض يرى أن المواقفَ الروسية الأخيرة لا تعبرُ عن تغيير ٍجذري فيما يتعلقُ برأس النظام بشار الأسد، إلا أن الصراعاتِ التي بدأت تطفو على السطح بين آل أسد وتابعيهم المستخدمين كآل مخلوف والتي يقال إن للروس لهم دوراً كبيراً فيها، تشيرُ إلى قيادة ِموسكو لمرحلةٍ جديدة في سوريا، قد تكون لها تبعاتٌ كبيرة، وقد تكون فاتحةً لتغييراتٍ في اللعبةِ السورية بقيادة الروس، وإن كانت تنظرُ موسكو بعين الربح ِوالخسارة والمصلحة لما تقوم به في سوريا بعيداً عن تطلعاتِ وطموح ِالشعبِ السوري

ألا تشيرُ هذه التلميحاتُ الروسية عبر البواباتِ الإعلامية الخلفية أن صبرَها بدأ ينفدُ من نظام أسد؟ وهل تسعى روسيا من خلال الضغوطِ التي تمارسُها على نظامِ أسد لتأهيل ِالنظام لتغييراتٍ جذرية في نظامِ الحكم بسوريا؟ أم أنها مجرد ُتمثيليةٍ سخيفة تريدُ روسيا من خلالها أن تُجمِّلَ صورتَها أمامَ المجتمع ِالدولي وتظهرَ بمظهر الغاضب ِمن نظام أسد وفي حقيقةِ الأمر لا تغييراتٍ بقواعدِ اللعبة في سوريا؟ ولكن في المقابل كيف لنا أن نقرأ السجالاتِ التي خرجت للعلن بين رامي مخلوف الذي يعملُ مرابعاً لدى نظامِ الأسد والذي يرى البعضُ أن الروسَ يقفون وراءَ إظهارِ هذه الخلافاتِ أو تصديرِها.. هل تأتي في سياقِ التغييراتِ التي تقودُها موسكو؟ أم أنها لا تتعدى أن تكونَ صراعاً للتياراتِ داخلَ نظام ِأسد ؟؟